كربلاء تحتضن الحوثيين علنًا… حضور مثير للجدل يفتح أسئلة عن النفوذ الإيراني

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) السبت 16/اغسطس/2025م

في مشهد غير مألوف أثار جدلاً واسعًا، ظهرت ميليشيا الحوثي علنًا وسط فعاليات دينية في مدينة كربلاء العراقية، على هامش إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها مؤشر جديد على اتساع النفوذ الإيراني وأذرعه الإقليمية.

صور ومقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل أظهرت أجنحة ومنصات تحمل شعارات الحوثيين وصور قتلى الميليشيا إلى جانب قيادات في الحرس الثوري الإيراني، مع توزيع وجبات غذائية وكتب وملازم لمؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، وبث تسجيلات لزعيمها عبد الملك الحوثي. ووفق الصحفي العراقي عثمان المختار، فقد منحت السلطات العراقية تصريحًا لإقامة هذه الأنشطة، رغم عدم إعلان ذلك رسميًا.

ولم يقتصر المشهد على الحوثيين، إذ تزامنت الفعاليات مع معرض للمعارضة البحرينية تحت اسم “معرض شهداء البحرين”، شارك فيه معارضون بعضهم مطلوب للمنامة بتهم إرهابية، وحضره ممثل المرشد الإيراني في كربلاء محمد النجار، في مشهد يعكس اتساع نشاط القوى الحليفة لطهران في المدينة. الباحث العراقي لقاء مكي رأى أن هذه التطورات “تثير تساؤلات جدية حول قدرة حكومة محمد شياع السوداني على تحييد العراق عن صراعات المنطقة”.

في اليمن، أشعل الحضور الحوثي في كربلاء موجة انتقادات واسعة، حيث اتهم ناشطون الجماعة بـ”توزيع الوجبات خارج البلاد بينما يترك اليمنيون في مناطق سيطرتها بلا مرتبات”. الإعلامي محمد الضبياني اعتبر أن ما جرى يمثل “مشاركة مباشرة في تمويل الإرهاب وصناعة الخراب في المنطقة برعاية عراقية”.

ومع تحول كربلاء والنجف إلى منصات مؤثرة في مشروع طهران الإقليمي، يرى محللون أن هذه الخطوات ستضع الحكومة العراقية أمام اختبار صعب بين الحفاظ على علاقاتها العربية والانسجام مع حلفاء إيران، في وقت تتراجع فيه مساحة نفوذها في ساحات أخرى كسوريا ولبنان