أخبار دولية

تدهور التعليم العالي في المناطق الخاضعة للحوثيين: شهادات للبيع وفساد ممنهج

(وكالة_الأنباء_الحضرمية) الجمعة5/ديسمبر/2025م

تواجه المنظومة التعليمية الجامعية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي تدهوراً حاداً، إذ تحولت برامج الدراسات العليا إلى سوق غير رسمية تُباع فيها الشهادات العلمية عبر مساومات وضغوط. ويأتي ذلك في سياق تنافس أجنحة الجماعة الداخلية على النفوذ والمناصب، واستغلال مواقعهم لفرض سيطرة غير أكاديمية على الجامعات.

وفق مصادر أكاديمية في جامعة صنعاء، يلجأ عناصر وقيادات من الجماعة إلى استخدام نفوذهم لابتزاز طلاب الماجستير والدكتوراه، وإجبارهم على كتابة أبحاث ورسائل علمية لصالح قادة الحوثيين. في إحدى الحوادث، مُنع طالب من دخول الحرم الجامعي بعد رفضه تلبية طلبين من قادة الجماعة لكتابة أبحاثهما، بينما اضطر طلاب آخرون للاستجابة لهذه المطالب تحت ضغط الظروف المعيشية.

تسجل عناصر الجماعة بأعداد متزايدة في برامج الدراسات العليا، في إطار سعيهم لخلق غطاء أكاديمي يسوّغ تعييناتهم في مناصب حكومية رفيعة. كما تبذل الجماعة جهوداً مكثفة لتحسين صورتها بعد انتقادات واسعة تلت إعلان حصول مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، على شهادة ماجستير مؤخراً.

تعمل الجماعة على تغيير طبيعة التعليم من خلال إنشاء مؤسسات تعليمية موازية مثل “جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية”، التي تدرّس مناهج قائمة على أفكار مؤسس الجماعة، بهدف إنتاج كوادر مؤدلجة تدعم سيطرتها على المجتمع ومؤسسات الدولة.

في الوقت نفسه، يعاني طلاب جامعة صنعاء من تمييز صارخ، حيث تمنح الجماعة درجات عالية للمنتمين إليها أو المشاركين في أنشطتها، حتى دون التزامهم بالمعايير الأكاديمية. وتخصص الجماعة درجات إضافية للطلاب الذين يشاركون في فعالياتها، مع تكليف عناصر موالية بمراقبة هذه المشاركات بدلاً من الاهتمام بالعملية التعليمية.

أدى هذا الواقع إلى إجبار العديد من الطلاب على الانضمام للجماعة أو المشاركة في أنشطتها كشرط للنجاح الأكاديمي والحصول على فرص عمل، مما يهدد مستقبل التعليم العالي في اليمن ويعمق سيطرة الجماعة على المجتمع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى