التعليم ينهار.. والمعلم يُهان! بين مناهج ضعيفة ورواتب لا تكفي خبزاً

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الثلاثاء 24/يونيو/2025م
في بلد تُهدر فيه الوعود وتُدفن فيه الكفاءات، يتواصل انهيار قطاع التعليم في اليمن، وسط مناهج بالية، ورواتب هزيلة، ومعلمين يُجبرون على أداء رسالتهم في ظروف لا تليق بالبشر، ناهيك عن الكرامة المهنية.
المعلم اليمني اليوم، لا يُعامل كركن أساسي في بناء الدولة، بل كعبء مُهمل وسط غابة من الأزمات المتراكمة.
بين ارتفاع سعر صرف العملات الذي تجاوز حاجز 730 للريال السعودي، وغلاء المعيشة، وانهيار الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة، يعيش المعلم في دوامة من الضيق والخذلان.
المناهج الدراسية الضعيفة والمكررة، والتي لا تراعي تطور المعرفة ولا حاجة السوق، تزيد من حجم الفجوة بين التعليم والواقع، في وقت لا توفر فيه المدارس بيئة ملائمة، ولا تتوفر الكتب، ولا أبسط أدوات العملية التعليمية.
ويشتكي المعلمون من أن رواتبهم لم تعد تكفي حتى لتأمين احتياجات أسبوعية، بينما تقف الحكومة، والمجلس الرئاسي، ووزارة التربية موقف المتفرج، وكأن انهيار التعليم لا يعنيهم في شيء.
هل يُعقل أن يبقى راتب المعلم في 2025 كما كان قبل سنوات، بينما الأسعار تتضاعف والعملة تتهاوى؟!
هل يُراد لهذا الجيل أن ينشأ في ظلام فكري وجهل ممنهج؟
أين الخطط؟ أين الإصلاح؟ وأين أولويات الدولة؟
المواطنون يرون أن ما يحدث في التعليم ليس مجرد إهمال، بل سياسة تجهيل واضحة، تُضاف إلى ملف الفساد والتدهور الذي ينهش جسد الوطن من كل جانب: كهرباء منهارة، صحة غائبة، طرق مدمرة، وأجيال تُرّمى للمجهول بلا أدوات نجاة.
إنقاذ التعليم اليوم ليس مطلباً نخبوياً، بل صرخة شعب يريد البقاء.
فإن ضاع التعليم، ضاع المستقبل، وضاعت الدولة.