🌿 الذكاء الحيوي لدى النباتات.. هل تفكر النباتات؟

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الأحد 27/يوليو/2025م
لطالما اعتقد الإنسان أن الذكاء حكر على الكائنات الحية التي تملك دماغًا أو جهازًا عصبيًا، مثل الإنسان والحيوان. لكن الدراسات الحديثة في مجال علم النبات العصبي (Plant Neurobiology) قلبت هذا المفهوم رأسًا على عقب، وطرحت سؤالًا مثيرًا:
هل يمكن للنباتات أن “تفكر” أو تتخذ قرارات؟
📌 نباتات بلا دماغ.. لكنها تتصرف بذكاء!
رغم أن النباتات لا تملك دماغًا أو أعصابًا، إلا أن الباحثين اكتشفوا أن لها آليات استشعار واستجابة متطورة تمكّنها من:
* تمييز الضوء والماء والمواد المغذية
* التفاعل مع اللمس والصوت وحتى الاهتزاز
* إرسال إشارات كهربائية وكيميائية داخلية شبيهة بتلك الموجودة في الجهاز العصبي للكائنات الحية الأخرى
بل وتستطيع بعض النباتات إصدار “تحذيرات” للنباتات المجاورة إذا تعرضت لهجوم حشري، من خلال إفراز مركبات كيميائية في الهواء، وكأنها شبكة اتصالات نباتية خفية.
🌱 أمثلة مذهلة من الطبيعة:
نبات الميموزا (Mimosa pudica): عند لمسه، تُطوى أوراقه بسرعة وكأنها “خائفة”. العلماء لاحظوا أنه يمكن أن “يتعلم” ويتوقف عن طي أوراقه إذا أدرك أن اللمس لا يسبب ضررًا – نوع من الذاكرة والتعلُّم.
* نباتات الكرمة: تُوجه نموها نحو الدعامات بدقة، وكأنها “ترى” أو “تستكشف” البيئة المحيطة بحثًا عن دعم.
* النباتات المفترسة مثل “النديّة” و”الديونيا” تغلق أفواهها على الفريسة بعد لمستين متتاليتين خلال وقت محدد. هذا التوقيت يدل على حساب داخلي وتصفية للمعلومات.
🧠 هل هذا ذكاء حقًا؟
العلماء لا يقولون إن النبات “يفكر” كما نفعل نحن، لكنه يمتلك ذكاءً من نوع خاص – يسمى أحيانًا “الذكاء النباتي” – يعتمد على الكيمياء والفيزياء بدلاً من الأعصاب. وهذا الذكاء يمكّنه من:
* البقاء والتكيّف مع البيئة
* اتخاذ “قرارات” مثل وقت الإزهار أو الامتداد للجذور
* التعاون أو التنافس مع الكائنات الأخرى
🔍 المستقبل.. هل نفهم “لغة النبات”؟
يعمل العلماء حاليًا على تطوير تقنيات لفهم الإشارات الكيميائية والكهربائية داخل النباتات، بل ويجرب البعض توصيل النباتات بأجهزة لقراءة “ردود أفعالها”، في أمل أن نصل يومًا لفهم “لغة” النباتات بشكل أعمق.
✨ خلاصة
النباتات ليست كائنات خاملة كما كنا نظن، بل مخلوقات ذكية بطريقتها الخاصة، تتحسس العالم وتتفاعل معه، وتتخذ قرارات تساعدها على البقاء. العلم لا يكف عن كشف أسرارها، ونحن فقط في بداية الطريق نحو فهم هذه الحياة الصامتة ولكن العميقة.