أخبار حضرموت

حكايات أولياء أمور في حضرموت: خسرنا مستلزمات دراسية، وفصول بلا معلمين، ومكتب التربية يحجب عن الاعلام الرد

وكالة الأنباء الحضرمية – غرفة الأخبار: (استطلاع خاص)

مع بداية العام الدراسي الجديد، وجد أولياء الأمور أنفسهم أمام واقع صعب بعدما أعلن المعلمون في حضرموت إضراباً شاملاً، احتجاجاً على تجاهل السلطة المحلية لمطالبهم الحقوقية. وبين ضغوط المعلمين المعيشية وتطلعات الطلاب وأسرهم، تبرز أزمة مركبة تعكس أبعادًا خدمية واقتصادية وسياسية.

مطالب مؤجلة منذ سنوات

المعلمون يؤكدون أن دوافعهم للإضراب تراكمت على مدى سنوات طويلة، وتتركز في عدم صرف العلاوة السنوية. وغياب هيكلة الأجور بما يتناسب مع الوضع المعيشي و تأخر صرف المرتبات لفترات متكررة. وحرمانهم من العلاوات والبدلات القانونية. وكذا غلاء المعيشة وحرمانهم من التأمين الصحي.

ويقول الأستاذ عبدالله المشهور ، مدير ثانوية الصبان بنين سابقاً بسيئون في حديث خاص لوكالة الأنباء الحضرمية “الإضراب سيحرم الطلاب من استكمال مناهجهم، خصوصاً في المواد الأساسية كاللغة العربية والرياضيات والإنجليزية. استمرار التجاهل قد يدفع المعلمين لتعليق الإضراب مراعاة للطلاب، لكن الأزمة ستتكرر ما لم تُلبَّ المطالب.”

السلطة… غياب تجاوب وتبريرات واهية

المعلمون يرون أن السلطة لم تتجاوب لأن التعليم مرفق غير إيرادي. يشير الأستاذ عبدالله قندوس في حديثه لوكالة الأنباء الحضرمية: أن السلطة تنظر لقطاع التعليم كعبء يستنزف الموارد، وتهتم بالمشاريع الشكلية أكثر من التعليم. النتيجة أن الطلاب يتأثرون على المدى القريب والبعيد من ضعف التحصيل وضياع الفرص الجامعية.”

ويشير معلمون آخرون إلى أن مبررات الدولة بالوصاية الدولية (البند السابع) والحرب مع الحوثيين “حجج غير منطقية”، في ظل إنفاقها على مشاريع ليست ذات أولوية.

الأسر… بين التعاطف مع المعلم والقلق على الأبناء

أولياء الأمور عبّروا عن شعورهم بالخذلان بعد شراء الملابس والكتب لأبنائهم دون بدء الدراسة.
يقول ولي الأمر نبيل محمد عبدالرحمن لمحرر وكالة الأنباء الحضرمية “شعور سيئ أن يبدأ العام بإغلاق المدارس. نحن مع تحسين أوضاع المعلمين، لكننا نطالب بفتح المدارس سريعاً. كثير من المعلمين انشغلوا بأعمال أخرى أو هاجروا، وهذا يهدد مستقبل أبنائنا.”

إضراب أم أزمة متكررة؟

المعلمون يؤكدون أن استمرار التجاهل سيدفعهم إلى تكرار الإضراب في كل عام دراسي، ما لم تتحقق مطالبهم. وبينما تبقى حقوقهم عالقة، يظل الطلاب الخاسر الأكبر من تعطيل العملية التعليمية.

مكتب التربية يمتنع عن التوضيح

وحاول محرر وكالة الأنباء الحضرمية التواصل مع مدير عام مكتب التربية والتعليم، إلا أنه حتى لحظة كتابة هذا الاستطلاع، لم يتلقى أي رد من إدارة التربية والتعليم بمحافظة حضرموت حول موقفها من مطالب المعلمين وإضرابهم.

والسؤال الأبرز الذي يظل معلقاً:
هل تنجح حضرموت المعروفة بمواردها النفطية التي تغطي ثلثي موازنة الدولة في إنصاف المعلمين وإنقاذ مستقبل طلابها، أم يبقى العام الدراسي رهينة دائرة مفرغة من الإضرابات والتجاهل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى