لعبة الشبواني — تراث حضرمي عريق وفن شعبي متوارث عبر الأجيال

(وكالة_الأنباء_الحضرمية)الإثنين8/ديسمبر/2025م
تُعدّ رقصة العَدّة أو الشبواني واحدة من أهم وأشهر الرقصات الشعبية في محافظة حضرموت شرقيّ اليمن، وتمثل جزءاً أصيلاً من هوية أهل المنطقة وتقاليدهم.
تنتشر هذه الرقصة في مختلف المناسبات الاجتماعية والاحتفالات، وقد أصبحت رمزاً من رموز الفخر والانتماء لدى الحضرميين.
وتندرج تحت مظلة رقصة الشبواني عدة ألعاب شعبية أخرى كـ الزربادي والزف وغيرها، ما يجعلها الأمّ التي تحتضن بقية الفنون الشعبية في حضرموت.
تُعد لعبة العَدّة من الفنون القديمة جداً، ولا يُعرف تاريخ نشأتها بشكل علمي دقيق، إلا أن المرويات الشعبية تشير إلى أنها ذات طابع عسكري خالص، نشأت في فترة ما بعد الغزو البرتغالي للساحل الحضرمي ومدينة الشحر التاريخية.
ويُقال إنها كانت أحد مظاهر المقاومة الشعبية التي واجه بها الأهالي الغزاة، وأسهمت في طردهم والدفاع عن المدينة.
وتركز الرقصة على فكرة الكر والفر والتحام الصفوف، مما يعكس طبيعتها الحربية.
يتقدم صفوف العدة رجل يُعرف باسم المقدّم، ويعاونه مجموعة تُسمّى لجنة العدة ؛ ويتمتع المقدّم بسلطة واسعة على جميع المشاركين، إذ تكون كلمته نافذة ولا مجال للاعتراض، خاصة عند بدء الرقصة، وهذا بدوره يؤكد الجانب العسكري والانضباطي لهذه اللعبة.
أما مظهر راقصي الشبواني فهو مميز جداً؛ إذ يرتدي الجميع العمامة الخاصة المسماة “الرمال”، ويحمل كل مشارك عصاً تُعد جزءاً أساسياً من الرقصة، فهذه العصا لها دور كبير في توقيت الانطلاق والتوقف؛ حيث يقف الصفان متقابلين، ويرفع كل راقص عصاه ليقابل عصا الراقص المقابل؛ وبضربة قوية موحّدة تتقارع العصيان معلنةً لحظة البدء أو لحظة التوقف، ولا يسمح لأي لاعب بالتفريط في عصاه مهما كان.
و رقصة العَدّة أو الشبواني ليست مجرد لعبة شعبية ، بل هي ذاكرة تاريخية تحكي صمود أهل حضرموت وبطولاتهم، وتُجسّد روح الشجاعة والانضباط التي عرف بها أبناؤها عبر الزمن ، وما زالت هذه الرقصة حتى اليوم شاهدة على ارتباط المجتمع الحضرمي بثقافته وتاريخه، وحرصه على نقل هذا التراث العريق جيلاً بعد جيل.



