مقالات وكتابات

منابر الجمعة تشتعل بالحق… وأئمة حضرموت يدخلون خط المواجهة ضد الفساد والظلم

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) السبت 2/اغسطس/2025م

بقلم / م. لطفي بن سعدون الصيعري

حينما تتحد منابر النور مع صوت الشعب… تهتز عروش الفساد وتتهاوى أعمدة الظلم .
ففي خطبة الجمعة لهذا اليوم، خرج إمام مسجد البركة بحي الصديق بمدينة فوه المكلا – كما فعل كثير من الأئمة والخطباء في مساجد حضرموت – عن دائرة الخطب التقليدية، ليواجه الواقع بجرأة غير مسبوقة، مؤكدًا أن السكوت عن الظلم خيانة، والتهاون مع الفساد معصية، ومهادنة المجرمين والظلمة تضييع للأمانة.
لقد أضاء الخطباء اليوم في حضرموت شموع الوعي في قلوب الناس، وأحيوا فيهم شعيرة عظيمة كادت تندثر:

> “أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر” رواه النسائي وابو داؤود وصححه الألباني .

وإن  دخول الدعاة على خط مواجهة الظلمة والفاسدين وناهبي ثروات الأمة… ليس إستثناءا ، بل تحوّلًا جوهريًا .
وإن المتابع للانتفاضة الشعبية الحضرمية يلاحظ أنها بدأت في الشارع، وتلاها الإسناد القبلي، لكنها اليوم تخترق جدران المساجد وتتغلغل في نفوس الناس من فوق المنابر.
هذا التحول يعبّر عن نقلة استراتيجية في الوعي الجمعي، حين يتحول الغضب الشعبي إلى قضية إيمانية ، وأمانة شرعية، وفرض عين على كل مسلم ومسلمة. اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم …

> “والذي نفسي بيده، لتأمرنّ بالمعروف، ولتنهونّ عن المنكر، أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يُستجاب لكم”

(رواه الترمذي وحسنه الألباني)
ففد أكد الخطباء أن:
●الظلم حين يسود ويسكت عنه الناس، فإنهم جميعًا شركاء في الإثم.
●الفساد ليس مجرد خلل إداري، بل خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين. قال تعالى :

> “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ”

(الأنفال: 27)
●التضامن مع المظلومين والمطالبة بالحقوق واجب شرعي لا يجوز التخلي عنه.
●الدعاة والائمة … ضمير الأمة وشعلة هدايتها .
وفي بلد يئن من الجوع والذل والخذلان وتغول الفساد وارتفاع الأسعار وهبوط العملة ، فإن الأمل يبقى في من يقرأون القرآن ويهتدون بسنة ولد عدنان عليه الصلاة والسلام .
ولذلك فإن دور الدعاة في حضرموت اليوم يجب أن يتجاوز الموعظة الكلامية إلى الفعل المؤثر ، وأن يتحولوا من أدوات تهدئة إلى مشاعل تتوير واعٍ ومنضبط.
مهام الدعاة والأئمة وطلبة العلم في هذه اللحظة التاريخية:

1. فضح المنكرات المالية والإدارية على المنابر بلا مجاملة.

2. الدعوة الصريحة للوقوف مع المحتجين السلميين في وجه الجوع و الظلم والفساد ونقص الخدمات.

3. تحريم الرضوخ للطغيان الاقتصادي ولخيانة امانة المسؤولية ولتبرير سياسات التجويع.


4.تعزيز  نشر فقه “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” بمنطق عملي يفهمه الناس ويبادروا بفعله.

5. حماية حركة الاحتجاجات من التشويه والإختراق والإنحراف ، عبر خطاب ديني رشيد ومتزن.

6. تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الطاعة العمياء لولي الأمر ، وبيان الفرق بين “الولاة العادلين” و”الطغاة الفاسدين”.


منابر المساجد… ليست صامتة بعد اليوم :
●آن لخطباء المساجد أن يكونوا في صف الأمة لا السلاطين.
●آن للأئمة أن يكونوا صوت الجائع واليتيم والمظلوم، لا مجرد قرّاء ومذكّرين بالنوافل والسنن .
●آن للعلماء أن يتحولوا إلى ثوار بالحق، ودعاة بالعدل، ومرشدين نحو التخلص من الظلم والفساد.
وختاما لما قيل ، فإن ما يجري في حضرموت اليوم ليس مجرد احتجاج، بل انتفاضة ضمير، توازيها يقظة إبمانية بدأت عفوية من الشارع ، وساندتها القبائل ، والأن ستقودها المساجد ، وستتغلغل الى كل قلوب ووجدان ، ملايين الحضارمة في الداخل والمهاجر .
وإذا ما اجتمع نور القرآن وغضب الجائع وصوت المظلوم، فلا سلطان في الأرض قادر على إخماد هذا البركان الحضرمي القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى