في الذكرى الـ35 لتأسيسه… كلمة اليدومي تثير نقاشاً سياسياً واسعاً حول دور الإصلاح في المرحلة القادمة

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الأحد 14/سبتمبر/2025م (استطلاع خاص)
أحدثت كلمة رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، الأستاذ محمد اليدومي، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، تفاعلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحزبية اليمنية. الكلمة، التي وُصفت بأنها شاملة ومعبّرة عن تطلعات اليمنيين، حملت رسائل سياسية ووطنية متشابكة بين الدعوة لمواجهة المشروع الانقلابي الحوثي، وتعزيز الشراكة الوطنية، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية، والانفتاح على المكونات الداخلية والخارجية.
وكالة الأنباء الحضرمية أجرت استطلاع مع عدد من أبناء محافظة حضرموت للتعليق على كلمة رئيس حزب الاصلاح، وخرجت بالحصيلة التالية:
بارفيد: خطاب سياسي شامل أكثر من احتفالي
مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية تريم، الأستاذ. أحمد بارفيد، رأى أن كلمة اليدومي «جاءت طويلة ومفصلة تحمل طابعا سياسيا شاملا أكثر من كونها خطابا احتفاليا مقتضبا». وعدّد المحاور التي تناولتها الكلمة بين البعد التاريخي والوطني لتأسيس الإصلاح والثورات، والموقف من الدولة والشراكة السياسية، والموقف من الحوثيين والقضية الجنوبية، والقضايا الاقتصادية والمعيشية، والعلاقات الإقليمية والدولية، والبعد القيمي والاجتماعي. وقال بارفيد: «الكلمة جامعة وشاملة حاولت تغطية كل الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية والإقليمية والدولية»، مشيراً إلى أن قوتها في تأكيد مدنية الحزب والدعوة للمصالحة الوطنية ونفي أي ارتباط خارجي، فيما ضعفها في «طولها وتكرار بعض الأفكار دون تقديم برامج أو خطط واضحة»، ما يجعلها «أقرب إلى بيان سياسي تقليدي منها إلى كلمة ذكرى احتفالية».
التميمي: تثبيت موقع الإصلاح كفاعل رئيسي في الساحة السياسية
أما وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء، الأستاذ. عبدالهادي التميمي، فأكد أن كلمة اليدومي «تعيد تأكيد موقع الإصلاح كفاعل رئيسي في الساحة اليمنية، وتوجه رسالة للشرعية والقوى السياسية بأن الحزب ما زال متمسكاً بخيار الشراكة الوطنية والعمل السلمي، وهو ما قد يسهم في تعزيز فرص التفاهمات بين المكونات المختلفة». وأضاف أن إبراز الهوية اليمنية الخالصة للإصلاح ونفي أي ارتباط خارجي قد يسهم في تحسين صورته داخلياً، خاصة في ظل الحملات التي تشكك في ولاءاته. وأشار إلى أن الكلمة «تلامس هموم الناس بطرحها لقضية المرتبات وتحسين الخدمات، ما يمنحها صدى لدى الشارع ويضع السلطة أمام مسؤولية الاستجابة لمطالب المواطنين». كما «يعزز الخطاب موقف الشرعية بتحذيره من خطورة المليشيات الحوثية وتأكيده على ضرورة توحيد الصفوف والمؤسسات العسكرية»، إلى جانب «إظهار الدعم لفلسطين والشكر للسعودية ومصر بما يضع الإصلاح في موقع المتجاوب مع القضايا الإقليمية الكبرى ويمنحه رصيداً إيجابياً في علاقاته الخارجية».
باربود: خطاب شامل يفتح أفق التوافق الوطني
رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بوادي حضرموت، فؤاد باربود، قال إن كلمة اليدومي «جاءت شاملة ومعبّرة عن تطلعات اليمنيين في هذه المرحلة الحساسة، وعبّرت عن نهج الإصلاح القائم على الشراكة الوطنية والحوار كوسيلة حضارية لحل المشكلات». وأكد باربود أن الخطاب ركز على قضايا رئيسية؛ سياسياً مواجهة المشروع الحوثي واستعادة الدولة والدعوة لمصالحة وطنية شاملة وميثاق شرف وطني جامع، اقتصادياً إصلاح الوضع الاقتصادي ومكافحة الفساد وتعزيز قيمة العملة الوطنية، ووطنياً وإصلاحياً الانفتاح على جميع المكونات الوطنية والإقليمية والدولية، إضافة إلى التذكير بالقضية الفلسطينية بوصفها قضية الأمة المركزية. ويرى أن الكلمة «تفتح أفقاً جديداً للتوافق الوطني وتبعث برسائل طمأنة لكل القوى السياسية والمجتمعية».
باتيس: مناسبة لتعزيز الاصطفاف الوطني
عضو مجلس الشورى، الشيخ صلاح باتيس، عبّر عن فخره واعتزازه بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الإصلاح، مهنئًا اليمنيين الذين «يقدمون التضحيات للوصول إلى دولة النظام والقانون والتنمية والرفاه». وأشار باتيس إلى أن الإصلاح «غرس في أعضائه حب اليمن وأدب الحوار واستيعاب الآخر وتكامل الجهود مع شركاء النضال لأجل الوطن». ودعا كوادر الإصلاح إلى المزيد من الصبر والثبات والاقتراب من الناس مهما اختلف بعضهم معهم، مؤكداً أن «القرب والفهم المتبادل كفيلان بإنهاء الخلافات». وأضاف أن «المرحلة تستدعي مزيدًا من العمل والتضحية والتعاون والتماسك والاصطفاف الوطني لتخفيف معاناة الشعب واستعادة الدولة ومقدراتها وبناء حاضره ومستقبله»، مشدداً على أن «النصر صبر ساعة، وما نراه من وعي مجتمعي وصمود شعبي في وجه كل محاولات التعصب السلالي والتمزيق المناطقي والفساد المالي والإداري أكبر دليل على حب هذا الشعب لوطنه».
في الملخص تباينت زوايا نظر الشخصيات السياسية حول كلمة اليدومي بين من يرى فيها برنامجاً جامعاً للتوافق الوطني وبين من ينتقد طولها وغياب البرامج التفصيلية، لكن القاسم المشترك بينها أنها حملت رسائل سياسية ووطنية عميقة، وأعادت وضع الإصلاح في قلب النقاش العام في ظرف بالغ التعقيد تمر به البلاد.