التراث الحضرمي

صعدة.. مهد الصناعات الحرفية اليمنية ومركز تاريخي لتصدير الحديد إلى دول المنطقة

(وكالة_الأنباء_الحضرمية) الأثنين1/ديسمبر/2025م

شهدت محافظة صعدة عبر تاريخها الطويل حضوراً بارزاً في صناعة المعادن والحرف التقليدية، ما جعلها إحدى أهم مراكز الصناعات الحرفية في اليمن. فقد عُرفت المنطقة بإنتاج الحديد وتطويعه لصناعة الآلات الحربية، إضافة إلى تصنيع النصال والسيوف التي اكتسبت شهرة واسعة داخل الجزيرة العربية وخارجها.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن صعدة احتضنت مئات الأفران البدائية لصهر الحديد في المدينة وضواحيها، حيث جرى تصدير الحديد المنتج محلياً إلى عدد من الدول، من بينها تركيا، وذلك قبل نحو خمسة قرون. كما تميزت النصال الصعدية بجودتها العالية، وهو ما وثّقه مؤرخون عرب، حيث أكد بعض المؤرخين العراقيين أن “النصال الصعدية تُنسب دائماً إلى صعدة”.

إلى جانب صناعة الحديد، اشتهرت صعدة بصناعات جلدية متنوعة شملت دباغة جلود الغنم والبقر وإنتاج عدد من المشغولات اليدوية. كما برع حرفيو المحافظة في تصنيع الأواني المنزلية من سعف النخيل والحرض، التي عُرفت بكونها أوانٍ صحية واسعة الاستخدام.

وفي سوق الطلح، ازدهرت صناعة البنادق العربية والحُلي الفضية والمصوغات بمختلف أشكالها، ما جعل السوق أحد أبرز المراكز الحرفية في شمال اليمن. كما اشتهرت مديرية رازح باستخراج الحجارة الصابونية البيضاء والسوداء ونحتها إلى أواني ومقالي حجرية تُستخدم على نطاق واسع في المنازل اليمنية نظراً لقدرتها على تحمّل الحرارة واحتفاظها بها لفترات أطول. وقد تعرض بعض العاملين في استخراج هذه الأحجار لمخاطر كبيرة وصلت في بعض الحالات إلى انهيارات مميتة أثناء العمل في الأنفاق الجبلية.

وبفضل هذا التنوع الحرفي والمهارة التاريخية، تُعد صعدة اليوم إحدى أهم المحافظات التي حافظت على إرث صناعي تقليدي متجذر، ما جعلها رافداً مهماً للهوية الحرفية اليمنية عبر العصور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى