هل بات سيناريو المياه بتعز يهدد سيئون … مواطنون يشكون انقطاع المياه وغياب مشاريع السلطات منذ عامين (تقرير خاص)

وكالة الأنباء الحضرمية – غرفة الأخبار
تتصاعد معاناة سكان المرتفعات وأطراف مدينة سيئون وسط وادي حضرموت، مع تكرار انقطاع المياه عن منازلهم، خاصة في يوم الجمعة، في وقت لم تشهد فيه المدينة أي مشاريع حكومية جديدة لتوسعة أو تحسين الخدمة خلال العامين الأخيرين. وفي ظل هذا الفراغ، باتت أحياء وضواحي كاملة تعتمد على مشاريع أهلية صغيرة، ترهق بعضها تكاليف التشغيل وارتفاع أسعار الوقود، مما يضاعف العبء على المواطنين.
كثير من الأسر في تلك المناطق تضطر لشراء صهاريج المياه ، خصوصًا في المناسبات والأعراس، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، بينما يطالب الأهالي السلطات المحلية والمؤسسة العامة للمياه بوضع حلول عاجلة ومستدامة، وضمان وصول المياه إلى جميع الأحياء، خاصة المرتفعات، عبر تحسين الشبكات والاستعانة بخبرات فنية متخصصة.
وفي فبراير الماضي، أنهت لجنة من المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي مناطق الوادي والصحراء،، الاستلام الابتدائي لمشروع منظومة طاقة شمسية بقدرة (1000) كيلو واط في حقل آبار جثمة بسيئون. المشروع، الذي بلغت تكلفته 1,033,273 دولار أمريكي، يهدف إلى تقليل استهلاك الوقود الأحفوري وزيادة ساعات تشغيل الآبار، عبر نظام هجين يجمع بين الطاقة الشمسية بقدرة (1) ميجاوات وملحقاتها، مع أنظمة مراقبة وتحكم عن بُعد.
ورغم أن إنتاج حقل جثمة ارتفع عام 2021 إلى 8,461,480 م³ مقارنة بـ7,810,995 م³ عام 2020، إلا أن المختصين يؤكدون أن الحقل بلغ طاقته القصوى ولا يمكنه استيعاب آبار إضافية.
ومع تزايد الزحف العمراني، يبرز الحقل الجديد في شحوح غرب مدينة سيئون كخيار استراتيجي واعد، بعد أن أثبتت الدراسات المائية جدواه، لكنه لا يزال ينتظر التنفيذ الفعلي رغم الإعلان عن تدشينه منذ 2019.
وتشير تقديرات استهلاك المياه المنزلية في سيئون، إذا كان متوسط الفرد 50 لترًا يوميًا، إلى حاجة سنوية تبلغ نحو 3.2 مليون م³، ما يجعل استمرار غياب المشاريع الحكومية الجديدة تحديًا يفاقم أزمة المياه، ويدفع المواطن إلى مواجهة العطش بأمواله الخاصة.
ويؤكد مواطنون أن الحل الجذري لأزمة سيئون يكمن في الإسراع بتنفيذ مشروع حقل شحوح، باعتباره المخزون المائي الواعد الذي يمكن أن يؤمن احتياجات المدينة ومناطقها لسنوات قادمة، وينهي معاناة سكان المرتفعات وضواحي المدينة مع انقطاع المياه المتكرر.
مع تكرار شكاوى المواطنين من انقطاع المياه المتواصل في سيئون، وغياب أي مشاريع تنموية حكومية ملموسة خلال العامين الماضيين، تتصاعد المخاوف من أن تتحول أزمة المياه في المدينة إلى نسخة من معاناة محافظة تعز التي تشهد منذ أشهر أزمة مياه خانقة . هذا الواقع يفرض على السلطات المحلية والمركزية ضرورة الإسراع في تنفيذ مشاريع استراتيجية لضمان توفير المياه بشكل مستدام، والحد من معاناة الأهالي الذين باتوا يدفعون ثمن غياب التخطيط والإدارة الصحيحة في الوقت المناسب.
