بن بريك ضد الهوامير: صراع على لقمة الشعب

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الأحد 24/اغسطس/2025م
كتبه/عبدالله حسن قاسم
في أزقة الأسواق الصاخبة، وعلى رفوف المتاجر المهترئة، يتنفس الريال بصعوبة، وتئنّ الأسعار تحت وطأة أقدام الهوامير الذين يمشون فوق لقمة المواطن البسيط كأنها سلعة رخيصة. كل سلعة تُباع، وكل ريال يُتلاعب به، يترك أثره على حياة الناس، على وجوههم، على عزيمتهم، وعلى صبرهم الطويل الذي بدأ يوشك على الانهيار. اليمن اليوم على مفترق طرق؛ بين بقاء الغلاء سلطاناً وحق المواطن في كرامته، وبين محاولة دولة أن تعيد ترتيب أوراقها في وجه من اعتادوا النهب دون رادع.
رئيس الوزراء اليمني، سالم بن بريك، يخوض اليوم معركة ليست كأي معركة؛ إنها صدام مباشر مع الهوامير الذين نهبوا الريال ولعبوا بلقمة المواطن، وجعلوا الأسواق ساحة لصراع مصالحهم، فيما المواطن البسيط يئنّ تحت وطأة الغلاء وتدهور العملة. كل يوم يمر، وكل ريال ينهار، يعني حرمانًا جديدًا ووجبةً أقل وحياةً أصعب. المواطن لم يعد يحتمل، والدولة مطالبة بالتصرف قبل أن يتحول الفقر إلى كارثة لا تُحتمل.
بن بريك لا يقاتل من أجل المجاملة أو الإعلام، بل لإنقاذ الريال واستعادة كرامة الشعب الاقتصادية. خطواته الجريئة، مثل إيقاف الإعاشة لبعض المسؤولين المقيمين في الخارج بالدولار، ووقف المضاربة المنظمة، تضرب مصالح شبكات مترامية الأطراف استفادت لسنوات على حساب المواطنين. لكن هذه المعركة ليست سهلة؛ الهوامير لن يسكتوا عن ممتلكاتهم بسهولة، وشبكات مصالحهم تمتد داخل الدولة وخارجها، وهم مستعدون لكل وسائل الضغط والحيل لحماية ثرواتهم.
نجاح بن بريك اليوم يعني استعادة جزء من سيادة الدولة الاقتصادية وعودة الأمل للطبقات المستضعفة، أما الفشل فهو كارثة اقتصادية واجتماعية؛ انهيار الريال، انفجار الأسعار، واستمرار المواطن كضحية لنهب الهوامير. هذه المعركة ليست مجرد قرارات اقتصادية، بل هي معركة حياة أو موت لملايين اليمنيين الذين ضاقت بهم السبل. يقاتل بن بريك نيابة عنهم، والهوامير يترصدون، وقيمة الريال اليوم ليست مجرد أرقام، بل ميزان يزن مصير المواطن ومستقبل الدولة.
سيحاول الهوامير، بشكل مستميت، الذود عن مصالحهم التي أضرت بالمواطن طويلاً. سيطلقون حملات تحريض وتشويه، ويحاولون زعزعة الثقة في كل خطوة يقوم بها رئيس الحكومة، فهم يمتلكون أدوات النفوذ والمال التي لطالما استخدموها للحفاظ على مصالحهم، لكن الشعب اليوم يراقب، والتاريخ لن يرحم من أفقد المواطن كرامته.