سياسة القلم

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الإثنين 22/سبتمبر/2025م
✍🏻 عبدالرحمن علي باضاوي
ان علم السياسة والممارسة السياسية يعتبر من أهم أعمدة العلوم الإنسانية ، التي توجه سفينة المجتمع الى بر الأمان ، ولذلك أهتم الإنسان في العصور الأولى للحضارات بهذة العلوم ، لكي يقوم بتسيير أمور الحياة الإجتماعية ..!
ولقد مر تاريخ الفكر السياسي على كثير من المراحل ، منذ عهد الفلاسفة اليونانيين حتى الفلاسفة المعاصرين ، مما شكل الفكر السياسي الحديث الذي يمارس في عصرنا الحالي ، ولا زال الكثير من الدول ورجال السياسية يستلهمون سياستهم الحالية من عبق الماضي القديم دون التخلي عن نواة الفكرة الأولى..!
ومما يُلاحظ أن الشعوب التي وصلت لمرحلة متقدمة من الوعي السياسي الديمقراطي ، لم تصل الى هذة المرحلة في ليلة وضحاها ، انما نتيجة لتراكم معرفي وثقافي ، بل وصل الى درجة الحروب فيما بينهم ، حتى وصلوا الى قناعة راسخة بأن الأوطان والمجتمعات لا يبنيها السلاح والدم ، انما التعليم والقلم ، وأن لا يمكن التصادم فيما بينهم بسبب اختلاف وجهات النظر ، انما تقبل الرأي والرأي الآخر..!
وانا هنا لست أدعو بأن نمر ونعيش التجارب الذي عاشوها أولئك ، بل بأخذ النماذج الناجحة والإستفادة منها ، ونقوم بعمل نموذج خاص بنا بما يتناسب مع قيمنا الدينية والعربية الأصيلة ، والإستفادة من النماذج الناجحة ليس عيباََ ، بل هو سلوك حضاري يدل على رغبة في التقدم دون التفريط في الثوابت ، فالتجارب البشرية ثرية بالعبر ، والعاقل من يقتبس منها ما يعزز قوته وهويته ، المهم أن يكون الاقتباس بوعي ونقد ، لنصوغ مشروعنا الخاص الذي يعكس قيمنا ويستجيب لتحديات واقعنا..!