(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الثلاثاء 30/سبتمبر/2025م
كتب عبدالرحمن علي باضاوي
في كل مجتمع إنساني نابض بالحياة يكون فيه الوعي السياسي ، كأحد أهم العناصر التي تقوم بتحديد مسار الأفراد والجماعات ، فالوعي السياسي ليس مجرد المعرفة بالقوانين او باللوائح القانونية او متابعة الأخبار ، بل هو القدرة على التفكير والتحليل والنقد البناء وتقييم الأحداث والقرارات المصيرية بطريقة صحيحة ..!
فالفرد الواعي سياسياََ يعرف حقوقة وواجباته ، ويستطيع فهم الصراعات والأحداث من حوله ، ومن خلال هذة المعرفة يستطيع أن يشارك في المؤتمرات المجتمعية ، ويساهم في تحقيق المصلحة العامة للمواطنين ، وبهذا يصبح الوعي جسراََ بين الفرد والمجتمع ..!
على الرغم من أهمية الوعي السياسي ، الا ان هناك العديد من المجتمعات التي تعاني من نقص في الوعي السياسي ، وهذا يعود الى اسباب كثيرة منها ( ضعف التعليم السياسي في المناهج ولا تركز كثيراََ على دور المواطن ، ومشاغل الناس التي جعلتهم يركزون على البقاء فقط دون التفكير السياسي ، وإنتشار المعلومات المغلوطة والإشاعات التي تضعف الشخص على التحليل ، ..الخ ) هذه الأسباب مجتمعة تجعل الكثير من المواطنين يفتقرون للوعي السياسي ويكتفون بالملاحظة دون المشاركة الفعلية، مما يضعف قدرة المجتمع على مواجهة التحديات وحماية الحقوق، والمساهمة في بناء مؤسسات قوية ومستقرة…!
وعلى الرغم من هذه التحديات يبقى الوعي السياسي أمراََ ممكناََ التطوير والتحسين ، فالمواطن الواعي يمكنه التغلب على هذه العقبات من خلال التعلم المستمر و متابعة الأخبار والمصادر الموثوقة والمشاركة في النقاشات المجتمعية والمبادرات التطوعية ، كما أن تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل المستقل يساعد الفرد على تمييز الحقائق من الآراء، وفهم تأثير السياسات والقرارات على المجتمع بشكل أفضل…!
إن تعزيز الوعي السياسي ليس مسؤولية الفرد وحده ، بل هو مسؤولية مشتركة بين المجتمع والمؤسسات التعليمية والإعلامية والحكومية ، لضمان توفر المعلومات الدقيقة وتوفير الفرص للمشاركة السياسية البناءة ، بهذه الجهود المشتركة يمكن للمجتمع أن يزداد وعياََ، ويصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمطالبة بحقوقه والمساهمة في بناء مستقبل أفضل وأكثر استقراراََ …!
