مقالات وكتابات

رسالة إلى أهل الشمال والجنوب من قلب (حضرموت)!

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الجمعة 26/ديسمبر/2025م

كتب / جابر عبدالله الجريدي

بسم الله ابتدأ وبه استعين على أمور الدنيا والدين، وبعد:

أولاً إن علاقتنا بالأخوة في الشمال والجنوب هي علاقة أخويَّة ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ﴾، وليعلم الجميع أن الدماء في مابين المسلمين شرٌ عظيم، وجرمٌ كبير، وهذا من أبواب الفتنة التي تُفرِح الشيطان، وتغضب الرحمن، وتُلقي السخط على الإنسان.

في حضرموت لايود الحضرمي أن يوجه سلاحه على اخوه، وكنا ولا زلنا ولن نزال بعون الله أبناء حضرموت أهل الوفاء والحكمة، والسداد في الرؤية، ومتمسكين بالحفاظ على الرابطة الدينية والتاريخية، فلا تجعلوا فعالكم تجاه حضرموت من محاولة جرِّها لمطامعكم ومشاريعكم تطغى عليكم،،
فأنتم لم تعرفوا أهل هذه الأرض جيداً وصدقوني إن أردتم ذلك إرجعوا إلى أبواب التاريخ تبين لكم، ولتعلموا أن الحضرمي لكل طامعٍ قامع، فلا تجعلوا البركان الخامد ثآئر، فتحترقون وتهلكون في نارٍ ساعِر، وقد أعذر من أنذر، والأمر ليس رسالة تحذير، بل هو طلبٌ إليكم من حضرميٍّ يرجوا منكم الإحترام والتقدير،،

واعلموا أن المشاريع الطمعية التي تصل إلى مرحلة من قلة الذوق والأدب، بأن يحاول شخص أن يجر الرجل الحكيم الصنديد إلى التبعية له بالنار والحديد لهو خيالٌ وسراب، وإن لم تحترموا أيها الشماليون والجنوبيون الأخوّة فاحترموا المجورة، ولكل قومٍ إرادة هم أفهمها وأدرى بها.

وأبناء حضرموت لم يأتوا لأرضكم ودياركم طامعين، فلو أفترضنا مثلاً أن أبناء حضرموت كونوا جيشاً و ذهبوا إلى صنعاء أو عدن يريدون السيطرة عليها بقوة السلاح هل يستسلم أبناء تلك البلاد، أو أنهم يقاومون بما معهم من مال وعتاد!

فحكموا عقولكم وعودوا إلى بيوتكم واعمروها أفضل لكم، ودعوا حضرموت لأهلها هم أدرى بها، وكما يقولُ المثل أهل مكة أدرى بشعابها….. وإن كنتم إلا معاندين مستحقرين، فاحفروا بأي مكانٍ من أرض حضرموت وستجدون جيف غُزاةٍ مثلكم وطامعين، ولا تعتقدوا أن تلك الهضاب والصحاري قد تُنشأ ثعالب! ، بل إن أسيادها ذئابٌ ذو مخالب، وأنهم توارثوا العِزَّةَ كابراً عن كابِر، وكم ياكم أذلوا كل طامعٍ متكبرٍ صاغر.

المشاريع المبنية على التوسع لابد أن تكون من باب الإتفاقية والدبلوماسية، ولا يعني الرفض أن تخضعهم لك بالقوة المدفعية، ولن تولد تلك المشاريع إلا صداماً وقِتالاً يُهلكُ به الحرث والنسل، وتلقي بالأرض الدمار، فياليتكم تعودون إلى مناطقكم ولنا لكم التقدير والإحترام، وحضرموت مفتوحة الأبواب لكم على الدوام كإخوة وأحباب وجيران، فلنفكر بمشاريع مبنية على الخدمة والتطور، وليس القهر و التهور،،

وأرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم إن لم تكن لكم أرض تستقرون عليها فحضرموت وأهلها لن يقصروا معكم، وحذارٍ أن تفرضوا علينا بالقوة أمركم، فإنها لن تحترق إلا أكبادكم ولن تشتوي إلا أجسادكم، وقد أعذر من أنذر، والمقصود بالإجابة أجدر، فلتعودوا إلى بيوتكم بين أهلكم ومحبيكم، واحفظوا بذلك دمائكم وأموالكم وأرواحكم، واجعلوا التقدير والإحترام باقٍ في ما بيننا وبينكم،،،،،
ولا تجعلوا أهل حضرموت يضعون الأقلام ويأخذون السلاح، فوالله إن أعلنوا الكفاح ستجدونهم كالعواصف والرياح،، ومن محبٍ للإخوة الإسلامية، ورافضٍ للمشاريع التوسعية والقهرية، عودوا لوعيكم، فإن ما تفعلون يُغضِب ربكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى