فهل هذا كثير!؟

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الجمعة 27/يونيو/2025م
أن يطلب المواطن اليمني قوت يومه بكرامة… فهل هذا كثير؟ أن يحلم بوظيفة تُسند ظهره، أو راتب لا يُقطع كل شهر، أو كهرباء لا تُطفأ كل ساعة، أو دواء لا يُباع بثمن الدم… فهل هذا كثير؟ أن يذهب ابنه إلى المدرسة حافي القدمين، بكتابٍ ممزق وكرسي مكسور، ويعود ليأكل كسرة خبز يابسة… فهل هذا كثير؟
الشعب لم يطلب القصور ولا الطائرات الخاصة، لم يحلم بترف المسؤولين، ولا بموائدهم العامرة، فقط أراد دولة تعرفه إذا تألم، وتسنده إذا سقط، وتحنو عليه إن جاع. لكنه وجد حكومة بلا قلب، ومسؤولين بلا ضمير، يجلسون على الكراسي وكأنهم فوق البشر، لا يسمعون أنين المساكين، ولا يرون عظام الشعب البارزة من شدة الجوع.
الأسواق تشتعل ناراً، والمستشفيات ترفض الفقراء، والأطفال يولدون في هذا الجحيم بلا ذنب، ثم يُرمى بهم في طرقات الحاجة والخذلان. تتآكل الكرامة على يد حكومات تنظر للشعب وكأنه عالة، وكأن الحياة الكريمة التي ينشدها عيبٌ يستحق العقاب!
تبا لهذه اللامبالاة التي تفتك بكل جميل، وسحقاً لسلطة لا تخجل من الجلوس على عرش من معاناة، من دم، من بكاء، من صمتٍ قاهرٍ في عيون الأمهات، وأرغفةٍ ناقصة على موائد البيوت الفقيرة.
المواطن لا يريد الكثير… فقط يريد أن يشعر أنه إنسان.
فهل هذا كثير!؟