مقالات وكتابات

ماذا ذنب أبناؤنا لا يدرسون؟

(#وكالة_الأنباء_الحضرمية) الإثنين 1/اغسطس/2025م

كتب/رائف الرويقي

مع إشراقة عام دراسي جديد، تتزين المدارس الأهلية والخاصة بالاحتفالات والاستعدادات، وتدشن العملية التعليمية بحضور السلطات المحلية والعليا، بينما يقبع آلاف الأطفال من “كوكب الفقر والحاجة” خلف جدران المنازل، محرومين من حقهم في التعليم.

أطفال لم يكن ذنبهم سوى أنهم ولدوا في أسر لا تملك ثمن مقعد دراسي في مدرسة خاصة، بينما المدارس الحكومية التي وجدت أساساً لخدمتهم ما زالت أبوابها مغلقة بسبب إضرابات المعلمين المستمرة للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وبين مطرقة الظروف الاقتصادية وسندان الخلافات الإدارية، يقف أبناؤنا ضحايا بلا ذنب ولا حول لهم ولا قوة.

المشهد يوجع القلب، سيارات فارهة تصطف أمام المدارس الخاصة، وأولياء أمور من الطبقات الميسورة يودعون أبناءهم بابتسامات واسعة، بينما يقف أبناء الفقراء خلف النوافذ والابواب يراقبون حلمهم المؤجل في صمتٍ موجع.

أما السلطات المحلية والعليا، فغائبة أو متغافلة؛ فهي مطمئنة على مستقبل أبنائها الذين يدرسون في المدارس المجهزة، غير عابئة بمصير عشرات الآلاف من أطفالنا الذين يزدادون كل يوم بُعد عن مقاعد الدراسة، وأما المعلمون، فإضرابهم لا يزال مستمر، لتضيع بين أقدام الخلافات حقوق الأجيال القادمة ومستقبل وطن بأسره.

ويبقى السؤال المرير!! هل من ضمير سيستيقظ؟ هل من مسؤول يشعر بحجم الفاجعة؟ أم أن الأمانة أصبحت عبئاً يستهان به، في بلد بات فيه الفقر يحاصر الحلم من كل اتجاه؟

حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى